تخرج نورة النخلة من ابط الورقة, والنورة عبارة عن اغريض مركب ومتفرع الي عدة أفرع (شماريخ), يحمل كل منها أزهارا أو منغرسة في الفرع المحمولة عليه, والاغريض عبارة عن سنبلة مركبة تشمل الشماريخ والأزهار, والشماريخ (جمع شمراخ وشمروخ) هي فروع متحورة, لحمية, غليظة تحمل الأزهار, والأزهار وحيدة الجنس (إما مؤنثة أو مذكرة) منتظمة, بدون عنق, أي محمولة علي الشمراخ مباشرة, وهناك مايقرب من العشرة آلاف زهرة علي الطلع الواحد, ومن هنا كان التعبير القرآني: لها طلع نضيد أي منضود ويحمل النورة محور يصلها برأس جذع النخلة,
والأزهار المذكرة بيضاء اللون, مائلة الي شئ من الصفرة, وتوجد في فحول النخل أما الأزهار المؤنثة فهي صفراء اللون, وهي أصغر حجما من الأزهار المذكرة, وتوجد علي اناث النخل.
وفي الحالتين يتركب الطلع من غلاف جلدي متين يحيط بالأزهار, ويعرف باسم الجف, ويعرف مابداخل هذا الغلاف من أزهار وعذوق وشماريخ باسم الأغاريض, وتتميز الأغاريض المذكرة بقصر شماريخها, وكثرة عذوقها, وتحمل أزهارا متلاصقة, أما الأغاريض المؤنثة فتحمل عددا أقل من الأزهار, تتوزع متباعدة عن بعضها البعض علي شماريخ أطول وأدق.
وعند حدوث التلقيح بين فحول النخل وإناثه إما تلقيحا طبيعيا أي فطريا (بواسطة كل من الرياح والحشرات) أو تلقيحا صناعيا (يدويا أو آليا) تتم عملية الاخصاب فتنتج الثمرة من أحد الكرابل الثلاث التي تكون الزهرة المؤنثة, وتضمحل الكربلتان الأخريان وتسقطان علي الأرض.
ويتكون المجموع الثمري للنخلة من الطلع (الكفري), والعذوق, والشماريخ, والثمار, وثمرة البلح حسلية, بداخلها نواة ذات فلقة واحدة تحتضن جنين النخلة بداخلها, وتحيط به طبقة الاندوسبرم علي هيئة سويداء قرنية لحماية الجنين وتغذيته في فترة الانبات.
وفي حالة عدم تلقيح الزهرة المؤنثة تستمر الكرابل الثلاث في النمو وتعطي ثمارا صغيرة بدون نوي, ومجتمعه مع بعضها تحت قمع واحد, وهي ثمار لا قيمة لها من الناحية الاقتصادية أو الغذائية. ويزرع نخيل البلح لثماره التي تؤكل, ولخشبه وجريده وخوصه, وأليافه التي لها من الاستخدامات ما لا يتسع المقام لحصره.فسبحان الذي أنزل من قبل أربعة عشر قرنا قوله الحق:والنخل باسقات لها طلع نضيد
ثم يأتي العلم الكسبي بعد أربعة عشر قرنا ليؤكد لنا روعة القوي التي وضعها الله في النخلات الطوال كي تمكنها من رفع العصارة الغذائية من التربة إلي قمتها, ويؤكد لنا حقيقة أن هناك ما يقرب من العشرة آلاف زهرة علي الطلع الواحد منضودة أي متراكبة بعضها فوق بعض فتأتي الثمار منضودة كذلك, وهي حقائق لم تكن معروفة في زمن الوحي, ولا لقرون متطاولة من بعده, أبقاها الله في محكم كتابه شاهدة له بأنه كلام الله الخالق, وشاهدة للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة, فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وجه الأعجاز العلمي في الآية الكريمة والحديث الشريف:
1. معروف أن الكون كله بما فيه من إنسان ونبات وحيوان في حالة اتزان وهذا يحدث مع النخيل الباسقات شديدة الطول فلولا هذا الاتزان الديناميكي الذي أودعه الله سبحانه وتعالي في هذا النوع من النخيل لسقط علي الأرض مع الرياح العاتية شديدة السرعة في الصحراء التي قد تصل إلي 90 - 120 كم / ساعة حيث تعمل النخلة كنوع من أنواع الروافع حيث يوجد بها قوة متمثلة في جزع النخلة ومقاومة في الوريقات (السعف) وهي مطوية بصورة مائلة علي محورها وعلي محور الورقة (السعفة). ومحور ارتكاز متمثل في مجموع جذري وتدي متميزاً هذا النوع تكوين الجذور العرضية بسرعة وانتشارها خاصة في التربة الرملية وهذا الشكل يعطى النخلة قوة تثبيت عالية في التربة.
2. التربة الرملية نفسها لون حبيباتها أصفر وهو لون فاتح يعكس إشاعة الشمس فلا تخزن التربة مزيد من الحرارة وذلك يخفف من قسوة حرارة الصحراء علي النخيل أضف إلي ذلك أن حبيبات التربة الرملية كبيرة ومتباعدة فيسهل انزلاق جذور النخيل لمسافات بعيدة للبحث عن الماء وامتصاصه.