كنعان الطيار من شيوخ قبيلة عنزة وهو شاعر وفارس . . . أعجب كنعان بفتاة من قبيلة أخرى غير قبيلته وكانت العداوة على أشدها بين قبيلة كنعان وقبيلة معشوقته , لذا لم يتمكن من خطبتها وهذا هو يراقبها من بعيد . . . وحصل أن رحلت قبيلتها وكنعان يراقبهم , حتى إذا ما ابتعدت ((المظاهير)) أي الركائب . . . عادت الفتاة ولعلها نسيت شيئاً عادت إلى مكان بيتها وحيدة على جملها . . . وهذا ما كان ينتظره كنعان . . . ففاجأها في مكانها وعرفت أن لا مناص منه فلجأت للحيلة تهادنه . . . فقالت له اربط فرسك وانظر من هذا المكان المرتفع هل يرانا أحد . . . وبالفعل ربط فرسه وذهب ينظر . . . وسبقته إلى فرسه وركبتها وأخذت رمحه وباردته بالتهديد بالقتل وأمرته أن يركب جملها ولم يكن له بد من الرضى والطاعة فأطاع وساقته أمامها تريد أن تلحق به العار وتخبر عربها بما جرى منه . . . فما كان له سوى أن يترجاها وإلا فضحته . . . فأنشد يقول
يالله يـا فـراج يـا والـي الافـراج
يللي غني والنـاس غيـرك محاويـج
افـرج لمن كنـه بحقـن من العـاج
متحيـرن ضاقـت عليـه المناهيـج
عزي لمن حطنـه البيـض مسهـاج
ركبـن جـواده واركبنـه هجيهيـج
يا بنت منهـو باللقـا يلبـس التـاج
لا حـل بـالربـع المقفيـن تزعيـج
الاقدام خبصاتن به الشسـع مـا لاج
مـا شيـرت بالليـل يـم التهاريـج
امتدحها كنعان وامتدح أهلها وأثنى عليهم لعلها تعفوا عنه ولأنها بنت رجال . . . عفت عنه بشرط إن نزل عن الجمل وتبتعد بالحصان والجمل ومن ثم تنزل وتنطلق بجملها ويأتي هو ويأخذ جواده , وبالفعل تم ما قالت . . . ونرى شهامتها ونقاءها وعفتها وعفوها
ويقول الرواة أن كنعان لم يطق عنها صبراً بعد عملها الذي أعجبته , فبادر إلى خطبتها واقترن بها